"بديل التكميم.. حقنة السحر الجديدة أم خدعة العصر؟"

[د / عادل صقر] - 

اخصائى التغذية 

خبير التوعية الصحية والإعلام طبي

في عالم السمنة الذي يمتلئ بالأنظمة الغذائية الصارمة والحميات المعجزة وأجهزة التخسيس العجيبة، ظهر نجم جديد جذب أنظار الجميع: حقنة_ التريزابتايد- أو كما يعرفها البعض بـ "مونجارو". يتداولها الناس اليوم تحت اسم "بديل التكميم"، فهل نحن أمام ثورة حقيقية في عالم إنقاص الوزن؟ دعونا نحكي القصة بشكل مبسط وواضح.

ما سر هذه الحقنة؟

ببساطة، التريزابتايد ليس كبسولة سحرية تذيب الدهون بين يوم وليلة. لكنه دواء تم تطويره في الأساس لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. وأثناء التجارب، لاحظ الأطباء مفاجأة كبيرة: المرضى لم يخسروا فقط نسبة جيدة من سكر الدم، بل خسروا أيضًا وزناً بطريقة ملحوظة!

كيف تعمل؟

يمكننا أن نتخيل أن التريزابتايد يعمل كمخرج سينمائي ماهر يتحكم في عدة مشاهد داخل جسمك:

يقلل إحساسك بالجوع.

يجعلك تشعر بالشبع سريعاً.

يبطئ تفريغ المعدة، فتظل تشعر بالامتلاء لساعات طويلة.

يساعد جسمك في التعامل بشكل أفضل مع السكر والدهون.

أرقام مذهلة من الدراسات!

في واحدة من أشهر الدراسات (SURMOUNT-1)، خسر المشاركون الذين استخدموا التريزابتايد أكثر من 20% من وزنهم خلال أقل من عامين. تخيل شخص وزنه 100 كيلو يخسر 20 كيلو دون جراحة أو عمليات معقدة. هذه النسبة تقترب بشكل كبير من نتائج جراحات التكميم الشهيرة.

لكن.. هل هناك جانب مظلم؟

مثل أي دواء قوي، له وجهان. بعض الأشخاص قد يعانون في البداية من:

الغثيان أو اضطرابات المعدة.

إسهال أو إمساك.

في حالات نادرة، مشاكل في البنكرياس.

لذلك لا يجب أن يستخدمه أي شخص بشكل عشوائي أو بناءً على نصيحة صديق، بل تحت إشراف طبيب متخصص.

هل هو بديل فعلاً لجراحة التكميم؟

رغم أن الأرقام قد تبهرك، إلا أن الفارق الأساسي أن التريزابتايد يحتاج إلى الالتزام بجرعات منتظمة وقد يستمر لفترات طويلة، بينما التكميم هو حل جراحي سريع لكنه لا يخلو من مخاطره الجراحية المعروفة. كل طريقة لها جمهورها وظروفها.

خلاصة الكلام:

التريزابتايد خطوة مهمة ومبشرة في علاج السمنة، لكنه ليس العصا السحرية التي ستغير حياتك بين ليلة وضحاها. النجاح الحقيقي يظل في نمط حياة صحي ومتوازن يجمع بين التغذية السليمة والنشاط البدني والدعم النفسي. والأهم من كل ذلك: القرار السليم يبدأ من عيادة الطبيب وليس من تعليقات السوشيال ميديا.

مصادر علمية معتمدة:

دراسة SURMOUNT-1 - مجلة نيوإنجلاند الطبية، 2022.

منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

الجمعية الأمريكية للسكري.