أيمن شاكر يكتب : الفقر والثراء .. اختبار للنفس لا للمكانة ، فكن من الذين يبنون أنفسهم قبل بيوتهم

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻
في الحياة ، تُختبر النفوس بالشدائد والنعم ، لكن ما يميز الإنسان الحقيقي ليس ما يملكه من مال أو ما يعانيه من فقر ، بل ما تحمله روحه من عظمة أو دناءة . فالفقر لا يقوى على كسر إرادة العظماء ، والثراء لا يستطيع أن يخفي ضعف الأخلاق. هذه الحقيقة ، تذكرنا بأن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في نفسه ، لا في محفظته.
🩸الفقر .. محك العظمة الحقيقية
كم من أناس عاشوا في فقر مدقع ، لكنهم رفضوا أن يكون الفقر ذريعة للضعف أو الانكسار ! التاريخ يحفل بأسماء عظيمة صنعت المجد ، مثل العالم "ابن خلدون" الذي عانى من صعوبات الحياة لكنه أثرى الفكر الإنساني ، أو الشاعر "المتنبي" الذي عاش الفقر لكن كلماته ما زالت ترفع الرؤوس.
الفقر قد يجعل الحياة أصعب ، لكنه لا يستطيع أن يسرق كرامة الإنسان إذا امتلك نفساً قوية. فالشخص العظيم يرى في التحديات فرصة لصناعة المعجزات ، بينما الضعيف يرى فيها نهاية الطريق. الفقر ليس عيباً ، لكن الاستسلام له هو العيب الحقيقي.
💧الثروة .. ليست مقياساً للقيمة
على الجانب الآخر ، نجد أن الثراء المادي قد يمنح الشخص سلطة وقوة ، لكنه لا يمنحه الاحترام إذا كانت نفسه دنيئة. كم من أغنياء يمتلكون الملايين لكنهم يفقدون أبسط مقومات الإنسانية ! المال يمكن أن يشتري الكثير ، لكنه لا يستطيع أن يشتري الشجاعة ، المروءة ، أو المحبة.
الثروة الحقيقية ليست في ما نملك ، بل في ما نكون. فالإنسان الجبان يبقى جباناً حتى لو غطى نفسه بالذهب ، والإنسان الكريم يبقى كريماً حتى لو لم يملك سوى قوت يومه.
🩸النفس .. ساحة المعركة الحقيقية
الحياة معركة ، لكنها ليست معركة ضد الفقر أو من أجل الثراء ، بل هي معركة داخل النفس. هل نسمح للظروف أن تحطمنا ، أم نصنع منها سلماً للعلا ؟ هل نستخدم النعم لنخدم الآخرين ، أم نستخدمها لسحقهم ؟
النفوس العظيمة تتعامل مع الفقر كدرس ، ومع الغنى كاختبار. أما النفوس الدنيئة ، فترى في الفقر عذراً للفشل ، وفي الغنى وسيلة للاستعلاء.
💧في النهاية ، لا تحكم على إنسان بفقره أو غناه ، بل انظر إلى قلبه وعقله. فالشرف لا يُقاس بالمال ، والعظمة لا تُقاس بالماديات. تذكر دائماً أن الفقر قد يجردك من الأشياء ، لكنه لا يستطيع أن يجردك من إنسانيتك ، والثراء قد يمنحك كل شيء ، لكنه لن يمنحك قلباً طيباً إذا فقدته .
🩸فكن من الذين يبنون أنفسهم قبل بيوتهم ، ويُثرون أرواحهم قبل حساباتهم ، لأن الحياة قصيرة ، لكن الأثر الذي نتركه خلفنا هو ما يبقى إلى الأبد .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه
تعليقات
إرسال تعليق