أيمن شاكر يكتب : رفيق المسؤولية : المرفأ الذي تُشرع فيه أشرعة الأنوثة

أيمن شاكر يكتب : رفيق المسؤولية : المرفأ الذي تُشرع فيه أشرعة الأنوثة
أيمن شاكر يكتب : رفيق المسؤولية : المرفأ الذي تُشرع فيه أشرعة الأنوثة

 



بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر 

رئيس قسم الأدب ✍🏻


أن تضع يدكِ في يد رجلٍ يتحمّل المسؤولية ، ليس مجرد اختيار عابر، بل هو قرارٌ يُعيد تشكيل جغرافيا روحكِ. إنه الفارق بين أن تكوني قلعةً منيعةً تُدافع عن نفسها في كل اتجاه، وبين أن تكوني حديقةً مُزهرةً تُطلّين على الحياة من شرفة الأمان. فالرجل الحامل للمسؤولية لا يحميكِ فقط من عواصف العالم، بل يحميكِ ، وهذا الأهم ، من عواصف القلق التي تُنهك روحكِ في صمت.  


💧المسؤولية : ليست حِملًا بل حِصنًا


الكثيرون يخلطون بين "التحكم" و"التحمّل". الرجل المسؤول لا يسعى لقيادتكِ كجندي في معركة، بل يمشي بجواركِ كحارسٍ أمينٍ لسلامكِ الداخلي. مسؤوليته تتجلّى في :  


*  الوضوح والثبات : لا تُضيعين عمركِ في فكّ شفرات نواياه أو تخمين التزامه. أفعاله ناطقة، ووعوده صادقة، ومواقفه صلبة كالجبال.  

*  التخطيط لا الارتجال : لا يعيش على هامش الحياة. يبني مستقبلكما معًا بخطوات مدروسة، فلا تُفاجئين بمنعطفات خطيرة أو أزمات كان بالإمكان تجنبها.  

*  حمل الهُموم لا تصديرها : حين تهبّ رياح المشاكل، يقف في المقدمة يحتمل الهواء العاصف، لا يدفعكِ للأمام لمواجهة العاصفة بدلًا عنه. يُخفف عنكِ ثقل القرارات المصيرية، لا يزيدها.  

*  الأمان العاطفي : أكبر هدية يقدمها. أن تعلمي أن مشاعركِ مكانٌ آمن، لا يُهدّد بالغياب المفاجئ أو التلاعب أو التقلبات غير المبررة.  


💧الأنوثة المُشرقة : ثمرة الطمأنينة

عندما تذوب هواجس " ماذا لو ؟ " و" كيف سأواجه ؟ " في بحر طمأنينتكِ معه ، تتحرر طاقتكِ الأنثوية في أبهى صورها :  


*  الإبداع يُزهر : بدلًا من طاقة مهدرة في القلق والدفاع، تتجه طاقتكِ نحو الإبداع، العطاء، الرعاية، والتألق في مجالكِ.  

*  الرشاقة النفسية : كالفراشة التي تطير بلا ثقل، تشعرين بخفة الروح ومرونتها. الضحكة تخرج من أعماقكِ، والدموع إن نزلت تكون نقية لا مختلطة بمرارة الخوف.  

*  الثقة المُتدفقة : ثقتكِ بنفسكِ تتعزز لأنكِ لا تُحاربين على جبهتين: جبهة الحياة وجبهة الشك في شريككِ. وجوده الداعم يُذكركِ بقيمتكِ وقدراتكِ.  

*  الدلال الحق : ليس دلال الماديات فحسب ، بل دلال المشاعر. دلال أن تُسمعي، تُفهمي، تُقدّري، تُحتضني نفسيًا قبل جسديًا. دلال أن تكوني "مركز عالمه" بكل ما تحمله الكلمة من احترام وتكريم.  


💧مسؤولية مشتركة في إطار واضح


الحديث عن رجل يتحمل المسؤولية لا يعني - أبدًا - أن تصبحي عاجزة أو متواكلة. العلاقة الناجحة هي شراكة. مسؤوليته تكمن في خلق المساحة الآمنة، وضع الأساس المتين، وتحمل العبء الأكبر في مواجهة العواصف الخارجية. بينما مسؤوليتكِ - في هذا الإطار الآمن - تزهر في العطاء العاطفي، الذكاء الاجتماعي، إدارة دفّة التفاصيل الداخلية، ودعمه بثباتكِ وحكمتكِ. إنه توزيعٌ حكيمٌ للمهام بناءً على نقاط القوة، في إطار الاحترام المتبادل.  


💧لماذا أصبح هذا النموذج نادراً ؟


في زمنٍ يُروّج للاستقلالية الفردية المطلقة - أحيانًا بمعنى الأنانية - وتضخم الأنا، قد يُساء فهم "الرجل المسؤول" على أنه محاولة للعودة إلى نمط بالٍ. كما أن بعض الرجال تربّوا على الهروب من المسؤولية أو اختزالها في الجانب المادي فقط، متناسين أن المسؤولية العاطفية والنفسية هي الأساس. التحدي الحقيقي هو في إيجاد التوازن بين قوة تحمّل المسؤولية واحترام استقلالية وشريكته.  


🩸الخلاصة : ليس رفاهية ، بل حاجة روحية 


الرغبة في رجلٍ يتحمل المسؤولية ليست ضعفًا في المرأة، بل هي حكمة. إنها اعتراف بأن القلب الأنثوي - بكل ما يحمله من عمق وحساسية وعطاء - يحتاج إلى بيئة مستقرة لينمو ويُثمر. إنه ليس هروبًا من واقع الحياة القاسي، بل اختيارٌ واعٍ لمواجهة هذا الواقع بيدٍ قوية تُمسك بيدكِ، وكتفٍ راسخ يحتمل ما يعجز كتفاكِ عن حمله.  


💧فيا مَن تبحثين عن سلام أنوثتكِ ، لا تستسلمي لضجيج العالم الذي قد يصف توقكِ للحماية والطمأنينة بالتقليدية. تذكري :  

البذرة لا تنمو في العراء تحت شمس الحارقة وحدها، بل تحتاج إلى حاضنة في التربة، وسقاية ، وظلٍّ واقٍ ... وكذلك الأنوثة ، لا تزهر كاملةً إلّا في رحاب الرجل الذي يجعل من مسؤوليته حصنًا لحُلمكِ، وسقايةً لآمالكِ، وظلًّا لأحلامكِ. فلتكوني معه كما خُلقتِ :

قويةً في رقتكِ ، مشرقةً في عطائكِ ، سيدةً في مملكة الأمان ... لأنكِ - ببساطة - وُلدتِ للحبِّ ، وُلدتِ للطمأنينة ، لا لتحملي وحدكِ ثقل الدنيا فوق كتفينٍ هما أجمل ما فيها .


سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

تعليقات